الخميس، 31 ديسمبر 2009

صحوة العام الجديد ـ نص

صحوة العام الجديد


حين نقف على بوابات أحلامنا .. وننظر من شرفة ما فارقت طوابير الأحداث التي كانت .. والتي جاءت تؤسس كيما يجيء الآخرون .. نسرح في حفرة طويلة العمق .. عميقة الاتجاهات .. طويلة بحجم المأساة التي ألقت خيامها .. وما غادرَت أفق أفراحنا الداكنة .. كي لا نشد الرحال .. وكي لا نحمل حناء أصواتنا .. وكي نبقى نحن الفقراء .. نقيم في العراء .. لا نتوق .. ولا نعشق .. ولا نغني .. بل نحمل سر المواعيد في ظلال المواثيق القادمة .. نتوحّد حين نعلن أحزاننا في ربيع لم يأتِ بعد .. ونضحك ملء أفواهنا التي صدئت .. لنهتف من شرفة المساء الأخير: كل عام وأنتم بخير .

نتأملُ .. نرتّبُ في سماء أيامنا غيم الحكايا .. ولا نجد ما نفسّره لأطفالنا الجياع .. نلملم ما نشتهي في جرار العسل .. ونضحك ملء أفواهنا التي صدئت .. ونحن نعلك الهم .. ونعلك بقايا الانتصارات التي انتصبت في عرق الأولين الذين فارقوا نجوم أيامنا .. لنهتف من شرفة المساء الأخير : كل عام وأنتم بخير .

كانت هناك على حدود الفضاءات المتعبة .. أغنية لملمتْها الفراشات في تعبٍ ولم تفارق حين فارقنا .. ولم تتعب حين تعبنا .. ولم يسقط من يدها الخيار مثلما تعرَّت فينا مواعيد السنابل في حقول كانت لنا .. لكننا وفي الغمرة المتعبة .. ننسى لكي لا يطول الحزن فينا ونضحك ملء أفواهنا التي صدئت .. لنهتف من شرفة المساء الأخير : كل عام وأنتم بخير .

لأنك الذي ضربت جذوره في العمق .. ولأنك الذي نبتت خلاياه تحت جلودنا .. وتحت أظفارنا .. وفوق مقابض أبوابنا .. وعلى تضاريس كل المواعيد التي فارقنا .. والتي نشقى ونحن نتشبث في حضرتها .. تبقى أنت .. أيها الوطن .. أيتها الأغنية التي نشأنا على ترانيمها المخملية .. أيها الشعر الذي ننمو على قبلاته الباقية .. أيها المألوف الذي " يندس " في فراشنا بلا استئذان .. تبقى أنت من يُضمّد فينا جراح المواعيد التي نزفت في رحلة النسيان .. ولنهتف لك .. أيها المتربع في القلوب .. ومن شرفة المساء الباقي .. وملء أفواهنا التي لثمتك : كل حلمٍ وأنت بخير .. كل يوم وأنت بخير .. كل طفل وأنت بخير .. كل أغنية لا يضيع صداها بين مدن الصمت والشوارع التي بلا هتاف .. وأنت بكل الخير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق