الخميس، 17 ديسمبر 2009

أما آن الأوان ـ شعر



دخلتُ لروضة الأزهـار يوماً

ومـا بي فاض في شـوقٍ كـأني



بذاك الزهــر أغنـية ومنــها

رأيتُ الـروض مزهــواً يغـني



ورحتُ أسائل الأزهار وصلاً


أمد به جســوراً للتـــمني



فقالت لي ، وقد آنستُ عطراً

تمتَّــعْ بالغنــــاء وبالتغني



وشادت لي صروحاً من جمالٍ


تدفَّـقَ بالثــناء وبالتـــثني



فقلتُ لها ، وما أخفيتُ وجداً

أيبدي الحسـنُ ما أخفــاه عني



ومن شابت ملامحُــهُ ، أيلقى

لديك " خطى الشباب المطمئنِّ "؟



لأن الريح مرَّت واسـتُبيحت

بـها الضوضـاء في صوت المغني



وأبقت في منـــازلها خواءً

تعلَّــقَ في الهـواء وعلَّقْتــني



فشــرَّدتُ الرحال إلى بلادٍ

أعـادتــني بلا وطـنٍ ، لأني



بذرتُ الحَبَّ موءوداً ، وكانت

ملوحة طيــنها ما شـجَّـرَتني



فعشـــتُ أفرُّ من طيرٍ لطيرٍ


ومن غصنٍ أفــرُّ لكـل غصنِ



أقيم لها الوصـال ، ولا أراها

تقيم على الوصــال بما رمـتني



به ، والوصـل منبتُ كل حيٍّ


تغذّيــه الحــياة لكي يغـني



فقالت لي : على الحب التقينا


ومـا فات الأوان على التــمني



يخالج ســحره طيب انفعالٍ


ويجذب للصــــبابة كل سنِّ



وتسألني إذا ما اشـتقتُ أمراً


تمادى بالصــدود وبالتـجنـّي



فجئتُ الصبر أحمـلهُ بصبـرٍ

نَـما بين التـوجع والتـــأني



لأسأله ، وقد آنســتُ ناراً

أمـــا آن الأوان لكي نغـني ؟


15 تشرين الأول 2008م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق