الخميس، 31 ديسمبر 2009

سياج البحيرة المالحة ـ شعر




سياج البحيرة المالحة



عَذَّبْتَ قلبي وقلبي أنتَ مُسْعِدُهُ
يا منْ أَتَيْتُ على حبٍّ أُعاهِـدُهُ



قلبي يُحِبُّـكَ في سِـرٍّ وفي عَلَنٍ
وليس يخفى على حيٍّ يُشاهِدُهُ


أَعُـدُّ قَبْـلَكَ أيـامي وأُبْصِـرُها
دهـراً تَجافى وجافَتْني مَراقِدُهُ


وذا فؤادي أتى والشوق يسبقهُ
يفرُّ نحـوك يـا يومي ويا غدُهُ


يلوذُ بالوصلِ والأشواقُ قد عَزَفَتْ
عن كلِّ لونٍ سوى ما كانَ " أسوَدُهُ "


وجِئْتُ فَيْضَ الهوى أُهديكَ أمنيةً
تُنبيكَ عني وعن جرحٍ أُجالِـدُهُ


لينهضَ الجرح من ذبحٍ ومشنقةٍ
ويطــمئنَّ إلى كفٍّ تُضمِّـدُهُ


وقد أطاحت به الأيـامُ جائرةَ
على اغتراب الرؤى ظلَّتْ تُواعِدُهُ


فرام عندك لما جاء مغتـرباً
على السـكينة أن تحظى مواجدهُ


وَوَدَّك الشـوقُ لما جئْتَهُ عَبِقاً
تُوَرِّد الوقتَ فاخضرَّت موائدهُ


على حنانك أمـناً فيه أمِنَتْ
روح الغريب وقد لانت شدائدهُ


وما اسـتراح إلى ما كان من زَمَنٍ
إلا لأنَّـكَ في طيـفٍ يُناشِدُهُ


ففرَّ نحوكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
يجوبُ أرضك من نفيٍ يُطاردهُ


فأعْلَنَتْ بكَ شمسُ الفجرِ قامتَها
حتى أنارتْ على كونٍ يُمَجِّدُهُ


وَطابَ قلبي وإن شَطَّ النوى وَغَدَتْ
كُلُّ البـلادِ على نأيٍ تُشَـرِّدُهُ


فَطِبْ حبيباً وقد آنَسْتَ مُعْتَرِفاً
بطيب وصلك لما جاء يَنشُـدُهُ


فإن رآكَ رأى دنيا يُغـازلهـا
وإن سَلاكَ الهوى قلبي يُجَدِّدُهُ


وأنتَ في القلبِ دنيا والهوى وطنٌ
أسرى به الحبُّ فاشتَدَّتْ سواعِدُهُ


فابعث مياهك في رملي لعلَّ بها
يُروى قتيل الظما مما يُكابدُهُ


الشارقة تشرين الثاني 2009م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق